الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

حكاية ‏كمال ‏- ‏الفصل ‏الاول

حكاية كمال (الفصل الأول)
~~~~~~~~~
انا كمال واحد من الالاف الذين يملأون الشوارع في القاهرة لا احد ليس بي أي ميزة يمكنني ان اميز بها نفسي امامكم حتى اسمي (كمال) كان مجرد اسم سماني به ابي تيمنا باسم جده فصرت انا كمال عبد التواب عبد الوكيل كمال او كما عبد التواب كمال كما يحلو لاصدقائي وزملاء الدراسة ان يصفونني، ما هي امنياتي؟ كنت في الماضي احمل الكثير للغاية من الامنيات والأحلام وتعلمت عندما كبرت قليلا ان اسميها طموحات وان اتباهى بين اقراني بأن لي طموحات سوف احققها واسهب في الحديث عنها وكيفية الوصول اليها، وعندما كبرت بما يكفي تعلمت انها مجرد احلام احلام اليقظه التي لا تتحقق ابدا بل هي مجرد احلام منبعها وفكرتها واصلها من الافلام وكنت طوال حياتي عاشقا للافلام وارى فيها حياة موازية حياة فانتازية لا تشبه ذلك الواقع المهين الذي نحياه يوميا بل هي حياة ارغبها واعيشها في خيالي كل يوم.
كنت اعيش انا واسرتي الصغيرة في بيت صغير للغاية شقة غرفتين وصالة هي جزء من بدروم عمارة قديمة آيلة للسقوط بحي السكاكيني بقلب القاهرة.
كنت عندما انظر الى نافذة غرفتي يدهشني كيف فكر انسان ان يصنع مثل هذه النافذة لتكون منفذا لسكن انسان وكانت حافتها السفلية على ارتفاع يزيد على المتر نصف المتر من ارضية الغرفة اما حافتها العلوية فارتفاعها يزيد على المترين وكان يشغلني فيم كان يفكر من صنع هذه النافذة بهذا الارتفاع؟ اما شغله من سوف يسكن في هذه الغرفة اما فكر ان هذه النافذة تعلو مستوى رأس بعض الناس؟! 
والمدهش أكثر من ذلك ان هذه النافذة حافتها السفلية اقل من مستوى ارضية الشارع ما يجعلنا - حرفيا - نسكن تحت الأرض!
ولا تسألني عن منظوري  الخاص لرؤية الشارع فهذا المنظور من ذلك المسقط السفلي كأنني في منظور الفأر أو النملة لا اعرف ايهما اختار فكلاهما حقير!
كنت وأختي نتشارك الحجرة نفسها منذ ولادتنا ونحن توأم غير متماثل بالمناسبة، كنا نصحو منذ الصباح الباكر ليس لأننا نحرص على ذلك بل لأن الشارع يصحو باكرا وتنتشر فيه الناس طلبا لأرزاقهم وهذا هو المعهود في مثل هذه المناطق الفقيرة.
وكان من الطبيعي جدا أن نستيقظ على صوت مجموعة من الناس يسبون لبعضهم البعض بأقذع الألفاظ طلبا لمشاجرة أو أثناء مشاجرة أو اثناء فض مشاجرة أو حتى للمزاح مع بعضهم البعض ما يعطيك انطباع ان هؤلاء الناس لا يألون جهدا في أية مناسبة لاستعراض مخزون الحقارة اللفظية التي يتمتعون بها!!
أو صوت ينادي من مكبر صوت ما :"القتة ..احسن الخيار يا قتة..القتة العسل الأبيض" ولا أدري حقا ما هي العلاقة المريبة بين القتة وعسل النحل – ويسمى في مصر العسل الأبيض تميزا له عن المولاس أو العسل الأسود (*ملحوظة تحت الهامش)أو أحدهم ينادي على اللبن أو نوع من الفاكهة أو حتى الكنافة والقطايف وهي لعمري من أهم مميزات السكنى في حي فقير ان كل شيء يأتي حتى باب بيتك كل ما تحتاجه أن تدفع ثمنه فقط ولا أجدع ديليفري!
أما إذا مرت سيارة في الشارع فهي – حرفيا – داخل حجرتي وصوت الموتور والعادم يكونون أقرب إلى من أختي التي تقرأ على السرير المقابل.
ناهيك عن الدراجات والحمير وكرة القدم أقدام وأحذية الناس لكل من هؤلاء نصيب في أن نتعرف إليهم وبشكل غاية في الودية والحميمية كأنهم من باقي أهلنا.!
............
يتبع
#حكاية_كمال
#IbrahimStories