الخميس، 6 أغسطس 2015

شابوه لوبون ...

هذا خطاب وصلني من إحدى الصديقات وهي متأثرة للغاية بحدث افتتاح قناة السويس الجديدة وقد رأيت أن أعرض منه جزءا عليكم كما وصلني :
حبيبي يا لوبون
أنا بس حبيت أسجل اعجابي ببطل الأبطال والأسد المغوار السيد عبد الفتاح السيسي، ( لأنه رجل دؤوب) كرهناه واتفرقنا واختلفنا في الرأي عليه ،الا انه أصر وبشدة وبحكمة أنه يوحد الرأي ويقنعنا أنه رجل الأقدار اللي هينتشلنا من بركة الوحل ،عمل ايه الراجل ده ؟
مشي وبشكل اكاديمي بحت على نظرية عالم الاجتماع الفرنسي لوبون ،اللي قسم فيها الجماهير لنوعين :
النوع الأول – بيستخدم مقياس العقل والمنطق
النوع الثاني – اللي بيعتمد على ملكات الذاكرة والخيال والهياج العاطفي!!!
وأنه من أكبر المشاكل اللي ممكن يتعرض لها اي حاكم انه يعترض طريق النوع الأول من الجماهير ويهمل النوع الثاني ، ليه ؟؟؟؟
لأن معظم الجماهير من النوع الثاني بتتأثر بالقصص والبطولات من الأزمنة الغابرة والشعارات و الأغاني بل هي دي اللغة  دائما يود أن يسمعها والاقتناع بها مسبقا بل والمحاربة من أجلها مش كده وبس ، ده فوق ده كله كمان مع الوقت تبدأ جماهير النوع الثاني من فرط ايمانها بأرائها في التوجه لتشكيك النوع الأول في أحكامه المنطقية وانخراط عدد لا بأس به منهم – النوع الأول – معهم – إلى النوع الثاني – بل والإيمان بأن وجهة نظرهم كانت خاطئة ، وتلاقي الحاكم الجبار والأسد المغوار لبس العباية السودة وحط الطرطور على رأسة ومسك الساعة في إيده ، ومارس عملية التنويم المغناطيسي على أقلية من الناس فاجتذبت معها عدد كبيير من الناس فأصبح مؤيد من ألأغلبية التي تكون بمثابة درعه القوي وسيفه الماضي ضد كل المواجهات الفاشلة من أقليات النوع الأول بل عند مجرد تذكيرهم بتفعيل نظم العقل يصبح الكلام حينها مجرد ((( هري ))) ، وفجأة تجد نفسك معزول مكروه عديم الفائدة وقليل ان مالاقيت نفسك راكب قطر المفاجأت رايح تحتفل بالقناة الجديدة يالا سيبوا مصر تفرح بقى !!!
شابوه لوبون
شابوه عبد الفتاح السيسي.

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

عن الحال الذي لم يعد هو الحال

 تم نشرها أول مرة 27يوليو2013 عبرصفحة الفيس بوك https://www.facebook.com/notes/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D8%B4%D9%8A/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B9%D8%AF-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84/512449098845982

مات 120 عند رابعة ، هذا ما تقوله الجزيرة وغيرهم عشرات عند القائد إبراهيم ، هذا خلاف من ماتوا في الحرس الجمهوري .. عن نفسي لم أعد أرى القصة من نفس المنظور صرت عاجزا عن رؤية الأحداث على طريقة " السيسي بطل دكر قام بعزل مرسي الضعيف الذي باع سيناء لحماس المتهم بتهم التخابر والتجسس " والبلا بلا بلا الذي تطفح به وسائل العهر التليفزيونية صرت في حالة أشبه بالتي كان فيها بطل رواية جورج اورويل الشهيرة 1984 حينما كانت وزارة الحرب تسمى وزارة الحب !،والحرب اليوم مع ايوراسيا وبالتالي هي كانت دوما مع ايوراسيا واي انسان يقول العكس فهو ليس موجودا حتى ، في حين أنه في اليوم التالي من الممكن جدا ان تكون الحرب صارت مع ايستاسيا وبالتالي صارت ايوراسيا حليفا دائما ومنذ متى لم تكن كذلك !؟ ، لقد صرنا في زمن المسخ واصبح الدم بلا ثمن وصارت الناس المحسوبة على التيار الاسلامي - رمز الفضيلة بشكل تلقائي في زمن مضى - شياطين اليوم وكل يوم ومنذ متى لم يكونوا شياطين !؟
كانت النظرة المعتادة في الشهر الماضي - او لعلها منذ ظهور باسم يوسف على سي بي سي - هي شيطنة التيار الاسلامي بحجة ان لهم اولويات وأجندة غير وطنية وبمعنى آخر هم يفضلون تحقيق اهداف تخدم التيار الاسلامي وتقوية شوكة المسلمين ككل في العالم ضد التيارات الالحادية وأنا اعتقد - من العقيدة وليس الظن - انهم من حقهم المشروع ان يدعمو كل من يعتنق الفكر الاسلامي حول العالم كما يشاءون فهم لم يصلوا لسدة الحكم بمصر في الخفاء او عبر انقلاب عسكري بالقوة او حتى بوراثة نظام ديني سابق بل وصل محمد مرسي ونواب الجماعات الاسلامية جميعا عبر انتخابات حرة لذا فأنا أرى ان من حقهم تنفيذ اي اجندة يروها متناسبة مع افكارهم وخاصة انهم في مجمل سعيهم لتحقيق اجندتهم الاسلامية لم يكونوا بمعزل عن محاولة النهوض بهذا البلد وعند هذه النقطة دعونا نذكر بأراء اقتصاديبن محايدين ان المجتمع الاقتصادي في حاجة ل15 عاما للتعافي من آثار التخريب الذي تم بالنظام السابق !
ولما لم يمر على حكم مرسي سوى سنة!
لذا أنا ارى فيما يحدث الان ببساطة من جانب القوى العلمانية التي حكمت مصر على مدار المائتي عام الماضية طريقة غير شريفة لتزييف إرادة الناس ودفعهم للنأي بالتيار الاسلامي بالكامل خارج إطار العملية السياسية المستقبلية في مصر وفي نفس السياق - الذي نقبله كلنا اليوم إما بالمشاركة او بالصمت عما يحدث - دفع كل القوى الاسلامية ناحية حل واحد فقط لمعضلة (ان يأخذوا فرصتهم كي يحكموا بلدهم وفي نفس الوقت يحتفظون بدينهم) وهو طريق يمر عبر فوهة بندقية !.
إبراهيم البشبيشي

خرافة التعليم في مصر ( 2 )



التعليم . لماذا ؟
من أكثر الأشياء التي شغلتني حال كتابة هذه التدوينة عن حال التعليم في بلدي مصر ، موضوع الهدف من التعليم ، إذ أن كثير من الناس إن لم يكن غالبيتهم لم يدركوا يوما الهدف الحقيقي من التعليم ، وقبل أن يرد علي أحدهم قائلا ان التعليم يعتبر غاية في حد ذاته أحب أن أوضح سؤالي وأضعه في إطار بحثي ملائم على الشكل التالي :
س. ما هو الهدف من التعليم ؟
وبطبيعة الحال إذا ما سألنا هذا السؤال فمن الصعب معرفة تصور كل واحد فينا لإجابة مناسبة عن هذا السؤال إذ تختلف الأفكار والتصورات بل وتتباين الأراء والنظريات التي يعتنقها ل منّا في شأن الإجابة على هذا السؤال ولكن هذا لا يمنع أن الناس لديها تصورات مبهمة عن الهدف من التعليم ، وهذا ما لا حظته من خلال توجيه هذا السؤال للعديد من اصدقائي ومعارفي – خلاف العاملين في الحقل التعليمي بالأساس – فكنت أحصل على إجابات هي أقرب للأسئلة منها لردود شافية عن السؤال وكانت أكثر الأسئلة الاستنكارية التي واجهتني : أليس التعليم في حد ذاته غاية انسانية نبيلة ، تعلو بها الأخلاق وتتمثل القيم في سلوكيات الانسان ؟
ألم تحض كل الشرائع السماوية على العلم وتحصيل المعرفة ؟
أليس العلم هو الذي تبنى به الأمم ؟
أتريد لنا أن نظل قابعين في مستنقات الجل والفقر والمرض ؟
وغيرها الكثير من الأسئلة الاستنكارية التي تستنكر مجرد فكرة التساؤل عن جدوى التعليم ، وتمثلت معظم الاستنكارات من اشخاص ينظرون للتعليم بنظرة كلاسيكية – ربما بوعي او بدون – يمكن تلخيصه في التصور الفلسفي للنظام المثالي للتعليم والذي وضع نظريته ويلهلم هومبولت
Wilhelm von Humboldt على اساس أن التعليم غاية ذاتية تتحقق بالتطور الكامل للإنسان وقدراته, أما إذا نظرنا للموضوع من جهة اخرى لوجدنا أن المهتمين بالمادة والمال كانت لهم وجهة نظر أكثر تحديدا في استنكارهم للسؤال فلقد أجمعوا تقريبا على أن التعليم وسيلة عالة في زيادة الدخل واعانة الأفراد والأسر وأن التطور الذذي يحدث للإنسان من التعليم والتدريب ومن ثم الحصول على عمل مناسب كفيل بأن يضمن دخل مالي كريم يمكن الإنسان من تحقيق معظم طموحاته وأنا نفسي – بصراحة – من معتنقي هذا الرأي وخلصت بعد طرح التساؤل على العديد من الناس في إطار المحيط المعرفي لي أنه لا توجد إجابات كاملة ( إذ أنه من السائد في مجتمعنا أنه للرد على سؤال يكفي أن تستنكر طرح وبالتالي تكون قد قدمت ردا مقنعا ! ولا أعرف من أين تأتي هذه النظرية الغريبة ) ولكن بالفعل لم أحصل على إجابات شافية على سؤالي إلا عند توجيه السؤال للمتخصصين ، وكان من أهم ما جادت به قريحة المتخصصين أن أوضحت لي أن هناك عدة أهداف وليس هدف واحد للتعليم ويمكننا أن نذكرها في البنود الآتية :
1.     الحصول على حياة سعيدة ومستقرة
2.     الحصول على المال اللازم في حياتك
3.     المساواة في الفرص الحياتية (الوظيفة / العمل / السفر / السكن)
4.     الاعتماد على النفس وتحقيق الأحلام
5.     أن تكون واعي (مطقطق) لا تنخدع
6.     تساهم في النمو الاقتصادي لبلدك وتكون فردا فاعلا في مجتمعك
7.     أن يكون لديك ثقة بنفسك وقدراتك
8.     فهم العالم ككل وجعله مكانا أفضل
9.     تنال احترام الآخرين وثقتهم وتقديرهم
10.                        الاهتمام والوعي الصحي
11.                        فهم ومواكبة التقدم والتطور
12.                        التغلب على الخرافات والفكر الرجعي
لكن شرح هذه الأمور يتطلب تدوينة أخرى بتفاصيل اكثر.