يحكي مازن الشماشيري فيما يحكي عن حياته السابقة ويتذكر بالخصوص فترة إقامته في فلوريدا وقد كان يسكن في تالاهاسي في تاور رود بناية سكنية قديمة يملكها عجوز يهودي يذكرك بشخصية شايلوك في تاجر البندقية وكانت البناية مقسمة إلى مئات الشقق كل شقة عبارة عن غرفة بحمام من التي تسمى استديو حيث كان الشماشيري يدرس الطب لسبعة أعوام يحكي أنه أثناء سكناه لتلك الشقة حدث معه موقف عجيب إذ أنه في منتصف الليل تماما سمع من يدق بابه في إلحاح بعد منتصف الليل، وفكر بقلق "من الذي يدق بابي في هذا الوقت المتأخر؟"
"وعندما فتحت الباب فوجئت بامرأة ثلاثينية العمر على أقصى تقدير تقف أمامي بملابس خفيفة تكاد تستر جسدها، وبمجرد ما فتحت الباب بادرتني بالسؤال "هل يمكنني أن أبيت عندك هنا إلى الصباح؟"
وعرفت منها أنها زوجة جاري الذي بالطابق العلوي وان زوجها ضربها وطردها من شقتهما وأنها اتصلت باهلها في لويزيانا وسوف ياتون اليها في الصباح، لذا هي تريد البقاء عندي للصباح فقط، وبعدما دارت برأسي ألاف الأفكار سمحت لها أن تبيت على الكنبة بجوار الباب في حين أنني نمت على السرير وعندما استيقظت في الصباح لم أجدها ما أكد لي أنها أمضت الليلة لدي ثم غادرت مع أهلها قبل استيقاظي.
المشكلة أنه في الليلة التالية حدث نفس الموضوع إذ دقت الجارة الحسناء ذات الملابس الخفيفة مرة أخرى ولكن هذه المرة مع كدمات على وجهها، وبدون أي كلام فتحت لها الباب وناولتها الأغطية واتجهت هي للكنبة كالأمس، وتكرر الأمر في الليلتين التاليتين أيضا لم أجد له تفسيرا معقولا ثم في الليلة الخامسة اكتفيت فقط بالنظر من (العين السحرية) ولما وجدتها جارتي الحسناء لم أفتح الباب!
ولما تكرر الأمر في الليالي التالية توجهت على الفور لقسم الشرطة لأشكو هذه المرأة المخبولة التي تريد المبيت لدي كل ليلة – وفكرت أنه مهما كان عذرها فهو غير مقبول فيما تفعله – وكانت المفاجأة من نصيبي في قسم الشرطة لأنه بمجرد أن شرعت أتلو على الشرطي شكواي سالني مقاطعا عن مكان سكني ولما أخبرته نظر لي مليا ثم قام من مكانه وبحث في احد الملفات مستخرجا صورة من الحجم الكبير رايت فيها جارتي الحسناء ذات الزيارات الليلية ومن الواضح أنها كانت صورة خاصة بمناسبة حفل تخرج أو شيء من هذا القبيل ولما اخبرت الشرطي بانها هي تلك المراة التي تأتيني كل ليلة صدمني بأن قائلا" من المستحيل أن تكون هذه المرأة تزورك يا مستر شماشيري لأنها ماتت منذ أكثر من ثلاث سنوات.. – ثم وهو يمط شفتيه متأسيا – لللأسف كانت ضحية عنف منزلي وأظن أنها قتلت في نفس العقار الذي تسكنه أنت الآن." ....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق