بعدما أصابه الملل والإرهاق من جراء الحر و الانتظار في الطابور الطويل جاء دوره كي يناوله العامل تذكرته – التي تشبه عملات الفيديو جيم - بعدما نقده الثمن ثم يدخل الكابينة التي تشبه كابينة التليفون ليغلق من وراءه الباب الزجاجي تلقائيا ويستمتع لحظات بالتكييف البارد ثم يواجه الشاشة الفسفورية اللون ليضغط مجموعة من الأرقام ثم زر الإدخال فقط لتنطلق الكلمات بصوت أنثوي ناعم : " نرجوكم الاستعداد , يتم الانتقال الآن " يطلق بعدها زفرة ارتياح ليسقط عليه ضوء مبهر من أعلى الكابينة ليختفي منها تماما ثم يظهر بعدها في كابينة أخرى – نعم أخرى ! – مشابهة ولكن على الطرف الآخر من الكوكب .
وأكاد أسمع القارئ يتساءل ما الذي حدث ؟ وهل هو محض خيال أم به شيء من الحقيقة ؟ وللإجابة نقول أن الذي حدث لهذا الشاب هو عملية انتقال آني أو انتقال فوري المهم أنه يعني انتقال المادة من مكان لآخر بذات الوقت تقريبا , وهو ممكن وفقا لنظرية النسبية لـ( أينشنين ) إذ أنه عندما تتخطى الأجسام سرعة الضوء فإنها تختفي من مكان وزمان لتظهر هذه الأجسام في مكان وزمان أخرين عن طريق ما يسمى بالفجوات ( الزمكانية )!! , وقد قام الأمريكان بكثير من التجارب في هذا الشأن في مطلع الثمانينيات وكان أقصى ما حققوه هو نقل قطعة عملة من فئة الخمسة سنتات من اسطوانة مفرغة من الهواء إلى أخرى مفرغة أيضا تتصل بها عبر مجموعة من الأسلاك ( تتفكك الذرات لتتجمع في مكان آخر ) ولكن كان هناك فارق ساعة وست دقائق كاملة بين الاختفاء والظهور مرة أخرى !! , وهذا لا يعتبر انتقالا آنيا بأي حال من الأحوال فقد كان المنتظر اختفاء العملة من الاسطوانة لتظهر في الأخرى فورا ولكن بعد عدة تجارب أخرى ومع بعض الحسابات الدقيقة و بإدخال حرارة الغرفة في الحسابات وجدوا أن زمن الفقد الحراري للعملة كان 4 ثواني فقط لذا فإن زمن الانتقال الفعلي يقدر بـ 4 ثوان ما بين الاسطوانتين وكان هذا في الثمانينيات ولم نسمع بعدها عن هذا المشروع مرة أخرى .
ولنترك الأمريكان مع مشروعهم ثم نترك لخيالنا العنان لنتخيل سويا أن هذا الانتقال متاح بالفعل كما جاء في كل روايات الخيال العلمي وكما في السينما لنجد الفتى يدخل الماكينة التي تشبه كابينة التليفون – وهي دائما كذلك - ويفعل كما في أول المقال لينتقل مثلا من القاهرة لسنغافورة للعب ( نتورك جيم ) مع أصحابه , ولنتخيل معا ماذا يحدث من اتصال شخصين بنفس الكابينة في نفس الوقت هل من المحتمل أن تتجمع ذراتهما متداخلة كما في فيلم FLY وينتج عن ذلك شخص واحد بأربعة أذرع وأربعة أرجل ورأسان !! , بل إننا ساعتها قادرين على تشكيل ( المينوتور ) الذي ذكر في الأساطير الإغريقية عبر وضع رجل وثور سويا في نفس الخط , ولا تحدثني عن خطف الأطفال آنيا باستخدام فخ آني يرسل الطفل لجهة غير معلومة ولا يعود لأهله حتى يدفعون ( المعلوم ) وستظهر أيضا كبائن انتقال مفخخة تنقلك آنيا للآخرة مرورا بالقبر وغيرها من الاحتمالات العديدة التي كانت ستحدث لو أن الانتقال أصبح آنيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق