الباب
الاليكتروني
لقد كان ( زكي المصيلحي
) أو الدكتور كما يطلق عليه سكان البناية والبنايات المجاورة عجوزا أشيب يعيش
وحيدا في فيلا معزولة بالمعادي وكان الدكتور من أوائل الناس اللذين ركبوا نظام
إنذار إليكتروني أمريكي يعمل في حالات الطوارئ سيما في السرقة والحريق وغيرها من
الحالات التي تستدعي وجود رجال الأمن والطوارئ في المنطقة ولم تمر السنة عليه – (
زكي ) والنظام كلاهما - إلا وكان قد عدل
هذا النظام بنظام ألماني آخر أحدث وأكثر تطورا يسمح بالاتصال برجال الأمن
أوتوماتيكيا عبر مكبر الصوت المتصل بالهاتف وبالطبع كان لمكبر الصوت عدة أجهزة في
كل غرفة من غرف المنزل وصار اللقب الذي يطلق على (زكي) هو اسم على مسمى فقد حصن االدكتور
بيته جيدا ضد الطفيلين والمعتدين من الخارج بل قام بإضافة ابواب أتوماتيكية تعزل
كل دور في الفيلا عن الآخر وكان جهاز مناعته هو النظام الاليكتروني ومع الوقت تبين
لزكي الكثير من إمكانيات النظام الجديد لفتح وغلق الأبواب بدقة لا متناهية حتى
أنها صارت مثل أبواب المخابرات التي في قصص الخيال العلمي تفتح باستخدام بصمة
الصوت ولما كان النظام لا يستغني عن الكهرباء فقد أمن (زكي) مصدر دائما للكهرباء
خلاف المولد الاحتياطي الذي يعمل في خلال أقل من ثانية من فصل التيار الرئيسي , وصار (زكي) فخورا جدا
بنظامه الاليكتروني الذي حول فيلته لقلعة حربية إليكترونية لا تقتحم ولا يختلس
منها شيء أبدا , ولكن ماحدث بعد ذلك كان مأساويا فقد غاب (زكي) عن المنطقة لفترة
تزيد على الشهر وعندما عاد وجد أن البواب وأسرته قد ماتوا من
الجوع نعم ماتوا من الجوع.
يقول الشهود الذين دخلوا
الفيلا بعدما اتت الشرطة ان الجثث الأربع للغففير وزوجته وابناه كانت ممددة بجوار
الباب الرئيسي في محاولة يائسة للوسول للخارج حتى ماتوا، لقد حبس المساكين كلهم في
الطابق الارضي ولم يكن لهم من سبيل للخروج او الاتصال بالعالم الخارجي فالطابق
الارضي لم يكن به تليفونات ولم يكن مع الغفير وأسرته موبايل أو أي شيء.
وعرف الجميع أن الباب
انغلق على البؤساء حتى وفاتهم ولم يكن من مخارج أخرى من الدور فكانت التكنولوجيا الحديثة
هي الملوم عن الوفاة.
لكن ما لم يقوله الدكتور
أنه قام بعمل تحديث لنظام الدخول والخروج قبل سفره بيوم واحد وقام بتغيير الباسورد
التي كان يعرفها البواب وعندما سافر الدكتور وفي اليوم التالي مباشرة دخل البواب
واسرته لينعموا بالإقامة في فيلا الدكتور فما كان من الدكتور زكي إلا أن أغلق نظام
الأمان عليهم عبر الانترنت وعطل نظام الاتصال بالشرطة فقام بعزلهم تماما ثم نسي
أمرهم..هكذا ببساطة.
الاحداث ليست مشوقة والخاتمة مختزلة جدا
ردحذف